! و خلصنا سمستر

و خلصنا أول سمستر جامعي !
بهذي السرعة !

للحين أذكر اليوم خلاني أبوي فيه بالسكن و مشى
للحين أذكر يوم قعدت أبكي عند موظقات المبنى حقي
للحين أذكر العاملة اللي قالت بتنظف غرفتي من الغبار يوم شافت حالتي
و للحين أذكر السعادة اللي اجتاحتني يوم حجزت عودة للأحساء
و للحين أذكر اليوم اللي شفت فيه جمانتي بعد ثلاثة أيام من دونها

كانت الأيام بالنسبة لي تمشي بالبطيء
بس الحين لما أنظر لها أحسها مرت بسرعة

معقولة أنا الحين خلصت أول سمستر جامعي في حياتي و ببدا السمستر اللي بعده
هذا السمستر اللي راح مليان تجارب و أشياء جديدة علي

تعلمت كيف أتأقلم في بيئة جديدة لحالي
كيف أحجز و أدفع و أركب القطار لحالي
كيف أتعامل مع المدرسات و الدكتورات
كيف أدرس في لحظات الكآبة و كيف أعوض لعبي بالويكند بالدراسة في القطار
كيف أتعاون مع البنات و نتساعد و نتعلم
كيف أتعلم فيزيا و أحياء و إحصاء من جديد
و كيف أتعلم لغة جديدة و أحفظ مصطلحات جديدة في المصطلحات الطبية

كيف أتغلب على لحظات الضعف اللي تجيني
لحظات كثيرة جتني أقول اني مابي ادرس ابي اقعد عند بنتي و بس
ابي اكون عند أمي ما أشيل هم فيزيا و أحياء
لكني، ممتنة جداً للأشخاص اللي كانوا جنبي يشجعوني و ينسوني كل هالمشاعر السلبية

يا الله قد ايش قصص مرّت علي خلال هالسمستر
قصص أشوفها بالقطار، بالسكن ، بالجامعة
اسراء ، اللي تركت أولادها اثنينهم واحد بالروضة و واحد ما كمل شهرين و تجي كل اسبوع عشان تخلص دراستها بطب الأسنان
فاطمة ، اللي بالسكن بعد ما تركت بنتها و ولدها اللي بالمتوسط عشان تخلص آخر سنة جامعية لها بعد ما نقل زوجها من الرياض
تهليل ، اللي تدرس تمريض بدون ما يدري أبوها
أنوار ، اللي ساكنة مع جدتها عشان تتخصص جراحة أعصاب
أمل ، اللي تشوف أهلها بس بالإجازات
صفاء ، اللي تركب القطار أسبوعياً و هي حامل
و أكثر و أكثر بكثيييير

كل أم أشوفها تجي أسبوعياً للرياض أحس بالتعاطف معها و بالإنتماء
أنا مو لحالي
في معي كثيير يعيشون نفس اللي اعيشه
ما يحتاج لما وحده تعرف بقصتي تقول لي حححرام كيف تخلينها كل اسبوع
محد يحس باللي احسه ، يعني متوقعين إني أترك جُمان و أنا مبسوطة ؟
أنا أبكي ، أنا أدعي ، أنا أكافح
كل ليلة أحد ، ليلة كئيبة بالنسبة لي ، كل ما أتركها و أمشي أدعي ربي يربط على قلبي
أيام أركب القطار و أبكي ، أيام أعيد مقطع لها حول العشرين مرة
حتى أحيان أتمنى إني أرجع حامل ، عشان تبقى معي وين ما أروح
فما يحتاج تسألي ، كيف قلبك يطاوعك تتركيها ؟
أنا أدرس عشان نفسي و عشان جُمان

و جُمانا هي الدافع الأول لدراستي
صورتها صارت خلفية لجوالي و لسطح المكتب لجهازي
صورتها تنام جنبي و تصحى معي ع الكومدينة
صورتها مبتسمة معلقة ع جدار غرفتي
أنا أدرس عشان ما أخيب ظنها فيني وأنا أتفوق عشان بُعدي عنها ما يكون ع الفاضي

و الحين ، بعد ما شفت درجاتي لهذا السمستر
أنا فخورة بنفسي ، فخورة باللي حققته بالنسبة للي مريت فيه
و الحمدلله على عطاياه كُلها

و الحين السمستر الجديد !
” The hunger game ” الجزء الثاني من
كلنا نحاول نجيب معدل حلو عشان ندخل التخصص اللي نبغاه ذو المقاعد المحدودة

أنا هنا عشان أقول
خلصت أول سمستر بالسنة التأسيسية للتخصصات الصحية في جامعة الأميرة نورة

تدوينة كتبتها ع السريع قبل ما نبدأ السمستر الجاي بكرا
دعواتكم لي بُكل التوفيق

زينب **
الصور مقتطقات للجامعة و السكن من جوالي ***