لغة ثالثة ؟ | A third language?

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
تحية طيبة للجميع 
و موفقين جميعاً في دراستكم ، اختباراتكم ، أعمالكم و هواياتكم 

من بين زحمة الاختبارات و ضغطها 
وجدت هذا الوقت المناسب للتحدث إليكم و الفضفضة نوعاً ما عن قصتي مع تعلم لغة ثالثة 

قبل أن أبدأ ، أنا مهووسة جداً بتعلّم اللغات 
و شخصياُ اعتقد ان أي شخص يتكلم أكثر من لغتين هو شخص ذكي 
و أُثبت هذا علمياً أيضاً ، حيث أن تعلم اللغات يزيد معدل الذكاء و نشاط العقل 

و لو اطّلعتوا على قائمتي التي أود تحقيقها قبل أن أموت ، سترون أن بندي الثاني و العشرين هو أن أتعلم لغة ثالثة 
لكن ماهي هذه اللغة ؟ لا أعلم !! 

لن أكذب عليكم إن قلت أنني بدأت بتعلم أكثر من لغة ثم أتوقف 
و الآن و كأن لديّ من كل بحر قطرة 
لكنني حقاً أريد أن يكون لي البحر كله 
حسناً ، على الأقل أفهمها و أتحدث بها ، ليس شرطاً أن أتعلم كتابتها و قرائتها

و أول لغة بدأت بتعلمها هي ، الصينية ! 
غريب ، ها ؟
كان هذا عندما كنت في معهد اللغة في أُستراليا ، و لوجود الكثير من الطلاب الصينين فقد بدأت بتعلمها منهم 
تعلمتها بشكل غير مرتب ، أسمّع لهم الأرقام أحياناً ، و مرات أخرى يعلمونني جمل متكامله و علي حفظها 
مرات أخرى يعلمونني أسماء الأشياء ، و أن أقول شكراً و هكذا 
لكنها كانت صعبة بالنسبة لي ، فالكلمة الواحدة تحمل الكثير من المعاني 
و قد يختلف معناها على كيفية نطقها و مستوى الصوت 
و فكرة أنني لن أستطيع أن أمارسها مجدداً ولن يتسنى لي مشاهدة أفلام صينية على الأقل لأتجنب نسيانها، شجعتني على تركها 

بعد الصينية أتجهت إلى اللغة الفاتنة 
الإسبانية ! 

و هذا يعود لصديقتي المقربّة فاليريا التي أتت من أمريكا الجنوبية 
بدأت بتعلم الأرقام أيضاً > أعتقد أن لدي هوس بتعلم الأرقام بلغات مختلفة 
علمّتني بعض الصفات و الأسماء ، حمّلت برنامج أيضاً على جهازي الجوّال 
لكنه بعد عدد معيّن من الدروس يطلب منك الدفع 
و لا أعلم إلى الآن لمّ لم أشتريه رغم أنّه ممتاز 
و سرعان ما مات هذا الشغف بعد انتهاء دراستها و عودتها إلى موطنها و غياب الشخص الذي أماس معه الإسبانية 

بعد انتهاء دراستي في المعهد و جلوسي في المنزل ، شغف تعلّم اللغات عاد للظهور من جديد 
لكن بطريقة مختلفة ! هذه المره أنا سأعتمد على نفسي 
و ذهبت للمكتبة القريبة من المنزل 
واو ، هناك الكثير من اللغات لتعلمهم 
و وقعت عيني على الفارسية ! لماذا لم أفكر فيها من قبل 
قريبة جداً من العربية و نفس الحروف تقريباً ، حتماً ستكون سهلة
استعرت الكتاب ، و عّدت للمنزل
و بدأت بالحروف ، ثم بالأرقام < ألم أخبركم أنّي مهووسة بالأرقام ! 
ثم بدأت بالتعابير التي نحتاجها بشكل يومي ، كصباح الخير و كيف حالك و شكراً 
ثم توقفت !

لماذا ؟ لا أدري 

ناهيك عن محاولتي لتعلّم التركية و تجميعي لبعض الكلمات العشوائية ! 
و شغفي بالهندية في فترة المراهقة و الكلمات العشوائية أيضاً
و حفظي لبعض الكلمات اليونانية التي تعلمتها من إحدى الصديقات

و الآن ؟ 
أنا في الجامعة و أتعلم بعض الكلمات الفلبينية ! 
العاملات ساعدوني و يمكنني أن أرى الفرحة في وجوههم عندما أقول لهم مرحبا و كيف حالك او حتى أشكرهم بلغتهم 

و الآن ماذا يا زينب ؟ 
أحتاج حقاً أنا أبدأ بتعلّم لغة واحدة و التركيز عليها و بذل مجهود حقيقي عليها 
وهذا أيضاً أحد مشاريعي التي أوّد أنا أبدأها في الإجازة الصيفية القادمة 
لكن إلى الآن لا أعرف ماهي هذأه اللغة و هذا لمن المؤسف أيضاً
أتمّنى حقاً أن أجد ضالتي و أرسي على لغة معينة 
كي أبدأ تعلمها فور انتهائي من الاختبارات

و أخيراً 
لو أُتيحت لك فرصة تعلّم لغة جديدة ، ماذا ستكون ؟ 
و ما الذي يجعلك تود تعلمها ؟ 
و لو كنت بالفعل تتحدث أكثر من لغة ، ماهم ؟
و ما الذي جعلك تتعلمهم ؟ 
و أخيراً ، لو كانت هناك برامج لتعلّم اللغات جميلة و محمّسة 
أرجو أن لا تبخلوا عليّ بذكرها 

شكراً لقرائتكم هذه التدوينة و وصولكم إلى هذا الحد 
كل التحيّات الطبية إليكم 

*تدوينة سريعة ، كُتبت و نُشرت فوراً