سنتان من الأمومة و الحُب العظيم + أفكار لحفظ ذكريات طفلك

! يا الله
عندما أقرأ سلسلة حملي بالمدونة و ذكريات إنجابي لجُمان ، أحسها قريبة جداً
!  قريبة جداً لدرجة أنني أحسها حصلت لي قبل عدة أشهر و ليس قبل سنتين من الآن

  جمان هي أول فرحة لي و لقلبي و الإضافة الفريدة لأسرتي
ّهي ثمرة فؤادي و قطعة قلبي و روحي التي بين جنبي
كثيراً ما أفكر ، كيف لقلبي أن يتسع لكل هذا الحب العظيم
و كيف سأنجب أطفالاً و سأحبهم كحبي لجمانا !
لكنني أعلم أن قلب الأم يتسع ليحب كل أطفالها مهما بلغ عددهم و شقاوتهم
و حتماً كل طفل سيبقى مميزاً على قلب الأم ، فجمانا هي بِكري و فرحتي الأولى
هي التي جعلتني أُمّاً و جعلت بطني ينتفخ للمرة الأولى و أول من جعلني أعاني من آلام المخاض
و هي صديقتي و طفلتي المدللة ، و لون حياتنا ، و صوت منزلنا و الروح التي بُعثت فيه

يا الله ! كيف تسرق قلبي عندما نسألها من أنتِ او ما اسمك لتجيبنا و هي تشير على نفسها
” أنا دودو ”
و كيف يذوب قلبي عندما تلبس ملابسها فـ تقول ” الللله حِيلوووو ”
و كيف تجعلني ضحكاتي تتعالى عندما تفرّش أسنانها
فهي بدلاً من أن تحرك فرشاة أسنانها يمنة و يسرة ، تقوم بتحريك رأسها و جعل فرشاتها ثابتة
جمانا الآن تفهم الكثير الكثير مما نقول ، فضلاً عن كثير من الكلمات التي تعلمت نطقها أو لا تزال  تتعلمها
هي تعرف كيف تطلب الآيس كريم بقولها إيييم ، و إن افتعلنا عدم الفهم تقودنا إلى مكانه
و بالمناسبة ، جمان ليس لديها إشكال في أغلب الأطعمة الحمدلله
لكنها حتماً حتماً تحب العصيرات و الآيس كريم و رقائق الذرة – من شابه أبويه فلا ظلم –

جمان تشير على مختلف الأشياء في قصصها لأخبرها أسمائهم
و حين نعكس الأدوار ، أسألها عن الفراشة ، النحلة أو حتى الكرة فهي تشير إليهم حتى و إن لم تعرف أن تنطق أسمائهم

جمانا تحب التقليد أكثر من أي وقت مضى ، و يظهر هذا واضحاً في تركيزها الشديد على أي مشهد أو حركة جديدة عليها
جمانا تحب أن تفتح لي يديها عندما تراني أضع كريماً أو مرطباً طالبة مني أن أضع لها أيضاً لتبدأ بتقليدي تماماً
تريد أن تساعدني في مسح الأرضيات ، تنظيف و سقاية الزرع أو حتى الكنس
لكنها غالباً ما ينتهي بها الأمر معاكساً للأمر الذي أريده ، كنشر الأوساخ أو توسيخ الأرض بالسماد
و على الأقل ، فهي لا تحب أن ترمي أوساخها أرضاً ، فهي تهبّ دائماً لرميهم في القمامة لنصفق لها

جمانا و أنا لا نزال نعاني من وقت النوم ، يمتد بنا الوقت لحوالي الساعة و تزيد لجعلها تنام
أحيانا تنام بمجرد الإستلقاء ، و أحياناً تحتاج للبكاء قليلاً ، أحياناً أخرى تريد من يهوّد لها ، وأحياناً قصة عن ما سنفعله في الغد ، و مؤخراً صارت تحب أن أمسح على أنفها برقة ، أو أنا أمسّج باطن كفها بنعومة
و مهما كانت طريقة نومها ، فإنها غالباً ستسيقظ و هي في مزاج جيد

هي أيضاً تريد أن تفعل كل شيء بنفسها ، لا تريد أحداً أن يطعمها
هي تريد أن تمسك الملعقة ، و هي التي تريد أن تتسلق الكرسي لتجلس
و تقفز قائلة أنا أنا ، لتلبس ملابسها بنفسها أو حتى لتفرش أسنانها

جمانا جريئة و مغامِرة و لا تخاف
فهذه الشقية الصغيرة تجبرنا أحياناً على الركض خلفها في الأسواق
و لا تتردد أبداً عن القفز من أعلى الكرسي أو التسلق على أي شيء
فهما هواياتها المفضلتان ، فهي لن تمانع أبداً إن قضت يومها كلها و هي على حلبة القفز
فمنذ صغرها ، بمجرد أن تسمع كلمة أرنب ستبدأ بالقفز أمامك
و مفاجِئاً لشقاوتها ، و جرأتها ، فإننا بمجرد ما نخبرها أن هذا الشيء ” أح ” فهي لن تقترب منه

جمانا لا تزال لطيفة مع الكل الحمدلله ، خصوصاً إن كانت في مزاج جيد
فهي تلوّح و تقول “باي” لكل طالبة تنزل من باص الجامعة لمنزلها و ترسل قبلاتها للجميع
و تنطق الكثير من الأسماء مثل عبود و ميمي و عندما تناديني ماما و لا أسمعها فهي تستبدل ماما بـ نينب

في الحقيقة هناك الكثير ليُقال عن جمانة قلبي ، و ستطول التدوينة عليكم
فاختصار هذة السنة بـالـ ٣٦٥ يوماً يصعب علي ، فكل يوم معها مغامرة جديدة
لذا سيكون من الأفضل أن ننتقل للجزء الثاني من التدوينة
و هي خمسة طرق لتوثيق أيام أطفالنا و ذكرياتهم

١- التصوير

لمّا نقول توثيق و حفظ الذكريات أول ما يجي على بالنا طبعاً و بدون منازع التصوير
و الصور و التصوير تبدأ من لحظة معرفتك بحملك
صورك و انتِ حامل طبعاً بيكون لها سعادة مختلفة لما يشوفها طفلك
صوري نفسك كل أسبوع بنفس اللبس مثلاً ، و إذا انتِ كسولة صوري كل شهر
و إذا مررة مرة صوري بطنك ع الأقل

و جمعي صور الإلترا ساوند و اعرضيها بطريقة حلوة

  

و من بعد الولادة تبدأ الأفكار ما شاء الله
ابحثي عن صور لحديثي الولادة و بتلقي أفكار ما تنتهي
  و لا تنسي تصوري تفاصيل طفلك الصغيرة

حتى التصوير المتتالي مهم ، و بتكون الصور جميلة بأبسط الإمكانيات
و تمنيت فعلياً انّي سويت هالحركة مع جمان بشكل أحسن

   

عاد الصدق ، مرة حبيت هالصورتين
الصورة الأولى حاطين فيها صور للطفل بنفس الوضعية ، داخل الرحم و خارجه
و الصورة الثانية حاطين صورة الطفل وسط صورة أمه و أبوه و هم صغار و مكتوب لا عجب إني كيوت

و قبل الولادة وقعت في غرام الفيديوهات و توثيق الذكريات من خلالها
خصوصاً بعد ما شفت هالمقطع -ذكرته أحد المدّوِنات بس ناسية مين- ، و نويت أسوي مثله
و فعلاً ، كل يوم صرت أصورها مقطع بسيط عشان بعدين آخذ من كل يوم ثانية وحده و أجمعهم
بس ماش ، ما حسيت هالأسلوب بيناسبني ، خصوصاً إن فيه أيام تستاهل آخذ منها أكثر من ثانية
لذلك تم تعديل الخطة ، و صرت أمنتج لها لكل شهر فيديو و في نهاية كل فيديو أصورها مع عمرها بحركة
و صرت أصورها لكل شهر لين ما كملت سنتها الأولى
لكن للأسف وصلت تقريباً عند مونتاج شهرها السادس و الباقي للحين ما اشتغلت عليهم
هذا مع إني ناوية أمنتج لها فيديو لأهم اللحظات في سنتها الأولى و فيديو ثاني لسنتها الثانية
فـ حقيقي أحتاج لي تهزيء قوي عشان أكمل اللي بديته

٣– الكتابة لطفلك
شخصياً أحب الكتابة و أقدسها و خصوصاً الخطية منها
أحس لها طعم خاص و مختلف لما يقرأها طفلك أو حتى أنتِ

و مثل ما قلت لكم سابقاً بهذي التدوينة إنّي طلبت من الإنترنت كتاب مذكرات للحامل
تجي فيه صفحات بأفكار جاهزة مثل جدول للوحام للأشياء اللي حبيتها أو كرهتها
أماكن لتلزيق صور السونار أو صور لك ، لستة تكتبي فيها الأشياء اللي تبين تشترينها
و أفكار كثير مع صفحات فاضية للكتابة الحرّة

و هنا تقدروا تتصفحوه و تشوفوا صفحات أكثر و لو حابين تطلبوه ، أو ممكن تشوفوا أشكال ثانية هنا

و بعد الولادة شريت كتاب من تويز آر أص ، مذكرات للطفل نفسه
و دايم أأجل الكتابة فيها ، لين رجعت السعودية و شفت هالكتاب بجرير تبع الأشياء المخفضة
حبيت صفحاته أكثر من الكتاب السابق و هو اللي كملت معه و كتبت فيه
في صفحات لكل شهر تكتبي فيها الأكل اللي تحبه أو الألعاب أو المهارات الجديدة
و فيه صفحة لأول شاور لها ، و صفحة لأول ضحكة لها و صفحة عن أسنانها و كل سن تكتبي فيه متى طلع و غيره كثير

 و هنا ممكن تلقون أشكال كثير بالأمازون  و تجججنن بعد ، كل واحد يقول الزين عندي و خصوصاً هذا حبيييته

و ممكن تنقلي فكرة الكتابة هذي إلى مرحلة ثانية و تبدعي فيها أكثر و أكثر
لو كنتِ فنانة بالقص و التلزيق و التنسيق ، السكراب بوكينق رح يناسبك كثير
بالنسبة لي أشوفه حاجة مبدعة و لو أقدر سويته ، بس مشكلتي ما عندي بال طويل ، يعني ممكن أبدأ و ما أكمل

و غير هالكتب ، في عادة جديدة بدأتها مع جمان و إن شاء الله أستمر فيها
لمّا أكملت جمان عامها الأول كتبت لها رسالة طوويلة أتكلم فيها عن مشاعري و عن الأشياء اللي صارت تقولها أو تسويها
عن التغييرات و الأماكن الجديدة اللي زارتها و المواقف المهمة
السنة هذي أيضاً كتبت لها رسالة عند إكمالها عامها الثاني ، و ناوية بإذن الله استمر
بس إلى الآن محتارة عن كيفية حفظ هذه الرسائل ، هل أخلي كل رسالة في ظرف منفصل أو أجمعها بدفتر أو أشتري هذا ؟

أيضاً قمنا بتمرير دفتر على أفراد العائلة مثل جدات جمان ربي يحفظهم و عماتها و خالاتها و بنات عماتها و أعمامها
للكتابة لها عندما أكملت عامها الأول
قمنا أيضاً أنا و والد جمان بإنشاء بريد إلكتروني لها ، نرسل لها فيه الرسائل و الذكريات و نرفق لها بعض الصور
و بإذن الله سنجعلها تقرأ كل شي عندما تصل إلى عمر معيّن

٣– أوائل الأشياء و ممتلكات طفلك

مثل ما تعرفون أن أوائل الأشياء بالنسبة لي مهمة جداً و تستحق الحفظ
طفلك أكيد بينبسط لمّا يشوف أول لبس لبسه بالحياة و أول لعبة شريتها لك ، أساوره المستشفى و غيره كثير
و فيه كثير أفكار حلوة لحفظ هذي الأشياء و عرضها مثل فكرة
Shadow Box الـ

Time Capsule حالياً أنا مسوية لجُمان صندوق عبارة عن
لـ سنتها الأولى
حطيت فيه أول لعبة لها و كم صورة لها و شريطة قصيتها على طولها لما صار عمرها سنة و رسمة يدها كمان
أساورها المستشفى و أول لبس لبسته و الأشياء الثانية المتعلقة بسنتها الأولى

أيضاً مو شرط تحتفظي بأوائل الأشياء ، احتفظي بالأشياء المميزة بالنسبة لك أو لطفلك
و أمي ربي يحفظها أحسن أم في حفظ الأشياء
أشياء كثيرة لبستها و أنا صغيرة و لبستها جُمان من بعدي
من تبع هذي الأشياء قبعة من الصوف أمي محيكتها ربي يحفظ يدينها من النار
و حجول ذهب لبستهم أنا و لبستهم جمان من بعدي
و حتى فيه سلسال ذهب داخله مصحف صغير لبسته جمان مثل ما لبسته أمها و ما ظل أحد ما سألني عنه و من وين

٤– ذكريات من جسم طفلك
نوعاً ما هذه النقطة مقاربة للنقطة السابقة ، لكن هذه تركز على جسم الطفل أكثر من أغراضه
احتفظي بخصلة من شعره في أول قصة شعر له ، قيسي أطواله على جدار غرفته
احتفظي بطبعة يده أو رجله و صورة لنبض قلبه

 

فكرة البصمات سويناها لمّا جمان كانت مرررة صغيرة و صارت بصمتها حوسة
فـ يبيلنا نعيدها مرة ثانية ، حتى طبعات اليد اللي ع الكانفس مرره حبيتها
شريت اللوحات و الألوان بس للآن محتارة مع ألوان غرفة جمان

 

و طبعة اليد و الرجل على السيراميك مررة حلوة ، و ناوية أسويها قريب لعمر السنتين
و فكرة نبض قلب الطفل كيف مسوينها لوحة ، حبيتها بقوة
عندي صورة لنبض جمانا في أحد صور الإلتراساوند ، ناوية بإذن الله أدخلها ع الكمبيوتر و أسويها
– يا الله قد ايش حسستني هالتدوينة بكثر الأعمال المؤجلّة –

و هنا لوحة مجموع فيها تفاصيل الطفل وقت ولادته
اسمه و تاريخ ولادته و الوقت و وزنه و طوله
سويتها لجمان بس أخرّت طباعتها لحد ما أعرف الألوان اللي بتناسب غرفتها
<  يا ذا الغرفة اللي مو جاية تخلص

 

٥- و أخيراً ، و الأهم من بين كل ما سبق ، أن تحفظي ذكرياتكما معاً في ذاكرته و قلبه هو
فلن يجدي نفعاً أن أخرج معه للألعاب و أقضي وقتي كله في التنقل حوله لألتقط له صوراً كثيراً من جميع الزوايا
ولن يجدي نفعاً حين أتجاهل نداءاته تطلب مني اللعب معه لأكتب له رسالة طويلة عن حبي له
الأطفال لن يفهمون هذا الآن ، فهم يفهمون ما أنت فاعله لهم
اقرئا القصص معاً ، العبا بالسيارات معاً و مثلّا حفلة شاي ، لونوا بالألوان سويّا و اضحكا معاً
و حتماً ستربي و تبني طفلاً سوياً مغموراً بالحب بإذن الله

و بكِذا نصل إلى ختام التدوينة
ترددت كثير في نشرها ، و خصوصاً الجزء الأول لاعتقادي انّه ما يهمكم
لكنّي بالأخير قست الموضوع على مشاهداتكم و ردودكم على سلسلة الحمل و كذا ، فقلت يمكن في ناس يعجبها
مثل ما أنا أستمتع أقرأ هذي الأشياء و خصوصاُ كتابات فاتن اللطيفة عن أطفالها بمدونتها هُنا
و لا تنسي أن تشاركي هذه التدوينة مع كل حامل ، أم جديدة أو أي شخص ممكن يستفيد منها

و حقيقي شكركم ما يكفي أبد ، حرفيّاً ما كنت رح أستمر بالتدوين بهذا الشكل المنتظم إلا بتوفيق من الله ثم تواجدكم و دعمكم
 ربي يسعدكم سعادة الدنيا و الآخرة مثل ما تدخلوا السرور على قلبي

: ملاحظات
* و طبعاً طبعاً كل الصور اللي مو من تصويري هي من الموقع الرهيب دائماً و أبداً
Pinterest
* اعتذر جداً على طول التدوينة و كثرة الصور و حوستها ، بس أتمنى انكم استفدتوا منها أو حتى استمتعتوا
* تم توقيت هذه التدوينة في نفس اليوم و الوقت الذي وُلِدت فيه جُمانا
* عند نشر هذه التدوينة سأكون للتو خرجت من أحد اختباراتي النهائية