{ لقومٍ يتفكرون }

سلام الله و رحمته عليكم أينما كنتم

تدوينة أبريل الثانية في اللحظة الأخيرة !

من المفترض أن تكون تدوينة أخرى ، لكنّ محتواها لم يجهز بعد ، لذلك وجب عليّ أن أكتب تدوينة مختلفة

و آثرت ان أختار من مواضيع تحدي شهر أبريل الذي أطلقته نوال القصير هنا

و شارك فيه الكثير من المدونِات ، تمنيّت أن أشارك بالتحدي لكن الأمر استصعب عليّ

 فقررت ان أختار و لو موضوع واحد من مواضيع التحدي الإحدى عشرة لأكتب عنه

و وقع الخيار على التحدي السابع ؛ التدوين عن آية عالقة بذهنك و تستوقفك كثيراً

الله سبحانه و تعالى أمرنا بالتدبر و التفكر في آياته ، لما فيها من الآثار العظيمة
حيث ذُكر التفكر في تسعة عشر موضعاً في القرآن الكريم و خُتمت سبع آيات بـ “لقومٍ يتفكرون”
و القرآن الكريم من أحد آيات الله و معجزاته العظيمة

فـ سبحان من جعل قرآنه نوراً لأبصارنا و الهادي لنا و شفاءً لأنفسنا و طمأنينةً لقلوبنا و رحمةً لشقائنا

كثيراً ما ما يصادف أنني اقرأ القرآن و تعترضني آية لتخترق قلبي و تستقرّ فيه

و كأن الله يخاطبني أنا ليخلق في نفسي صبراً أو أملا و احتساباً

و كيف يتعلق قلبك بآيه من كلام الله حسب ظروفك و كأنها كُتبت لك

و هنا سأشارككم أكثر أربع آيات ساعدتني عند حاجتي
و أمدتني بالقوة عند ضعفي و باليقين عند شكّي و بالأمل في أحلك الليالي و زداتني ثقة بربّي

عسى أن يجعلنا الله من المتفكرين و المتدبرين في آياته

{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }

 وصلتني كـ رسالة نصيّة على إحدى برامج التواصل الإجتماعي كـ آيه تبشرّك بالغد الأفضل مهما تكالب الزمان علينا
و فعلاً ، كانت هذه الآية البلسم و المواساة لي في خضم الظروف الصعبة
و أبسط مثال ، عندما كنت أروح جيئة و ذهاباً بين الجامعة و الملحقية لأحصل على قبولهم لدراستي في أحد الجامعات الأسترالية

حفظتها في قلبي و رددها عقلي و كتبتها أمامي

 كانت تزيدني ثقة و يقيناً بأن الله لن يتركني ، و سيمنحني و يعطيني حتى بعد الفقد و الألم

كُلما أُغلق باب في وجهي او سُدّ طريق أمامي أنا أدري أن الله سيحدث بعد ذلك أمرا

 و فعلاً ، كتب الله ما هو أفضل لي و أحسن من دراستي تلك و ما هو خيرٌ لي

 و من بعدها و أنا أعول و أستند إليها، كلما تعقد او استعسر أمر أرددها

و أنا كلّي يقين أنّ ربي الله سيكتب لي الخير حتى و لو بعد حين

 

{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }

نسمعها كثيراً و يرددها صغيرنا قبل كبيرنا

لكنها لم تبدأ تعلق في مخي و تجوب فيه إلا بعد أن بدأت أفهمها و أنظر لها من منظور مختلف

سابقاً كنت اعتقد انّه لو اعترضني شيء سأفعل ما استطيع و أقول بعدها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها

لكن هذا المعنى تغيّر عندما عُقدت احدى حلقات النقاش ببن طالبات الدفعة و المشرفين الأكاديمين

و تم إعلان أن أسئلة الاختبار لن تكون بذات الترتيب السابق فوافق الطالبات على مضض ، لكن عندما تمّ الإعلان أن بعض الأسئلة ستكون من خارج المحاضرات و سيتوجب علينا العودة لمصادر المحاضرات و قراءة الكتب عمّت الفوضى في القاعة و تطايرت الاعتراضات لكن القرار قُرر و لا مجال لرفضه

و عند نهاية النقاش ختمت دكتورة داليا بقولها : تذكروا يا بنات ” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها “

 الله لن يكلفك بشيء الا و هو يعلم انه بإمكانك فعله

خرجت دكتور داليا لكن كلامها لم يخرج من رأسي و من بعد كلامها و عقلي لا يكف عن ترديد هذه الآية

فكلما واجهني شي ، أو زادت الضغوطات ، او أحسست بالضعف و أنني لا أستطيع القيام بهذا العمل
أتذكر بأن الله لم يكتبه لي إلا و هو يعلم أن لدي القدرة لمواجهته ، لأنه لا يكلف عبده إلا وسعه

 

{ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ }

بعد انتقالنا للسكن سويّاً أنا و عائلتي، بدأت بالتنقل من و إلى الجامعة مع السائق

و في أول يوم ركبت فيه ، لفت نظري احدى الطالبات و هي تقرأ القرآن من جهازها الجوال

و بدون أي تفكير عقدت النية أن ابدأ بإحضار مصحفي معي و اقرأه خلال طريقي للجامعة

في اليوم الذي يليه أحصرت مصحفي ، و بدأت أقرأ وردي و جُمانا لا تزال نائمة في حضني
و السيارة هادئة بعكس طريق العودة و الشمس لا تزال تختبئ
الشعور الجميل الذي لامس قلبي و روحي ، جعلني فعلياً ألتزم بهذا القرار و يكون من أهم مهامي الصباحية

فما الأجمل من أن تبدأ يومك هذا بكلام الله ؟

“الله سيبارك لك يومك و يمنحك الطمأنينة و يرزقك الراحة و البركة لأن “ما زاحم القرآن شيئاً إلا باركه

و اسأل الله ان يكتب لهذه البنت أجري و تذكيري إياي بهذا الفعل

 

{ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا }

مما يعلم البعض ، سابقاً كانت ليلة الأحد هي اسوأ الليالي بالنسبة لي
ففيها أودّع قطعة قلبي و أركب ثطاري من دونها و أنام بعيداً عنها مئات الكيلومترات

فكانت هذه الآية السلوى لي في محطة القطار و الرابت على كتفي عند حزني

الله جلّ و علا ربط على قلب أم موسى و هي تلقيه في النهر ثم يلتقطه عدوّه
فما أنا ؟ و أنا أترك طفلتي في أحضان أمي ؟

 فما أكثر ما دعوت لله أن يربط علي قلبي بتوفيقه و تثبيته و الإيمان به و يلهمني الصبر و السلوان

و لولا ربط الله على قلبي و عونه لي لما وصلت إلى هنا

و أخيراً ، يا ربِ إن وجدتني ضالاً فـ اهدني و ردنّي إليك ردّاً جميلاً

مصدر صور الآيات